يقول السائل: كيف نصلي النوافل؟ وكم هي؟ وهل الأفضل أن نصليها في البيت أم في المسجد؟

فأجاب رحمه الله تعالى: النوافل يصليها الإنسان على حسب ما يصلي الفريضة، لأن الأصل في النافلة أن تكون كالفريضة إلا بالدليل، والنوافل التابعة للمكتوبات تُسَمَّى الرواتب وهي ثنتا عشرة ركعة: أربع ركعات قبل صلاة الظهر وبعد الأذان، لكنه يُسَلَّم من كل ركعتين، وركعتان بعد الظهر، وركعتان بعد ،المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر، وهذه الأخيرة أكد الرواتب؛ لأن النبي لو كان لا يَدَعُهَا حَضَرًا ولا سَفَرًا، أما راتبة الظهر، والمغرب والعشاء فإنها راتبة لا تُصَلَّي في السفر، وأما العصر فليس لهاسنة راتبة.

هذه هي الرواتب التابعة للمكتوبات، ولا ينبغي للإنسان أن يَدَعَها؛ لأنها تكمل بها الفرائض يوم القيامة، فهي كالرُّقَعُ يُرَقَّعُ بها الثوب، ومن المعلوم أن غالب المصلين يحصل في صلاتهم الخلل والنقص فيحتاجون لذلك هذه الرواتب.

وليعلم أن راتبة الفجر تختص بخصائص:

منها: أنها أفضل الرواتب، وقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها».

ومنها: أن لها قراءة خاصة، فيقرأ في الأولى: ﴿ قُلْ يَأَيُّهَا الْكَفِرُونَ ﴾ [الكافرون: ١]، وفي الثانية: ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: ١] مع الفاتحة، أو يقرأ في الأولى: ﴿ قُولُوا ءَامَنَا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [البقرة: ١٣٦] إلى آخر الآية في البقرة، وفي الركعة الثانية: ﴿ قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَامٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بعضا اربابا من دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَا مُسْلِمُونَ ﴾[آل عمران: ٦٤].