يقول السائل من اليمن: أرجو منكم أن توضحوا لنا هذه كالتالي: عندنا في بلادنا في معظم المساجد بعد الأذان يدعون بالدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم و بعد الانتهاء منه يقولون الفاتحة على روح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهل هذا العمل صحيح أم بدعة؟

فأجاب -رحمه الله تعالى-: أما إذا كانوا يدعون الدعاء الوارد عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – بعد الأذان على رءوس المنارات فهذا ليس بسنة إذا جهروا به، أما سرًا فهو سُنة، سواء كنت في المنارة، أم في الأرض.

وأما قولهم: اقرءوا الفاتحة على روح النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فهو بدعة منكرة، لا يقال بعد أذان الفجر، ولا بعد الأذان الآخر، ولا بعد الصلوات ولا في أي مكان. وقراءة الفاتحة على روح النبي صلى الله عليه وسلم بدعة لوجهين:

الوجه الأول: أنها سفه؛ لأن من قرأ الفاتحة على روحه أراد أن يثاب النبي صلى الله عليه وسلم ثواب القراءة، ومعلوم أن قراءتنا للفاتحة يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما نؤجر عليه، أي إنه يكتب له مثل أجورنا، وإذا كان يكتب له مثل أجورنا فلا حاجة أن نقول: إنها على روح النبي. لأنه قد حصل على الثواب، ويكون قولنا: على روحه. أننا حرمنا أنفسنا من ثوابها فقط، هذا من وجه.

الوجه الثاني: أن التصدق بالأعمال الصالحة الفاتحة وغيرها على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يفعله الصحابة رضي الله عنهم، الذين هم أشد حبا منا لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وهم أشد منا حبا لما فيه الخير له، وإذا كانوا لم يفعلوه فلنا فيهم أسوة.

وعلى هذا فينهى أن يجعل الإنسان أي عمل صالح يعمله لروح النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أو يقول: اللهم اجعل ثوابه لنبيك محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- للوجهين الذين ذكرناهما. وإني أنصح هذا السائل بأن يتصل بإخوانه المؤذنين فيقول لهم: إن هذا أمر بدعة، وسفه من القول.