۳۵۰- وعن يزيد بن حيَّانَ قال: انْطلَقْتُ أَنا وحُصيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وعمْرُو بن مُسْلِمٍ إلى زَيْدِ بْنِ أَرقمَ رضي الله عنهم، فلَمَّا جَلسْنا إِلَيهِ قال له حُصيْن: لَقَد لَقِيتَ يَا زيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، رَأَيْتَ رسولَ اللَّه صلی الله علیه و آله و سلم، وسمِعْتَ حَدِيثَه، وغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيتَ خَلْفَه؛ لَقَدْ لَقِيتَ يا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، حَدِّثْنَا يا زَيْدُ ما سمِعْتَ مِنْ رسول اللَّه صلی الله علیه و آله و سلم. قال: يا ابْنَ أَخِي واللَّهِ لَقَدْ كَبِرتْ سِنِّي، وقَدُم عهْدي، ونسِيتُ بعْضَ الذي كنتُ أَعِي مِنْ رسولِ اللَّه صلی الله علیه و آله و سلم، فَمَا حَدَّثْتُكُم، فَاقْبَلُوا، وَمَالا فَلا تُكَلِّفُونِيهِ؛ ثُمَّ قال: قام رسول اللَّه صلی الله علیه و آله و سلم يَوْمًا فِينَا خطِيباً بِمَاءٍ يُدْعي خُمّاء بَيْنَ مكَّةَ وَالمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَليْه، ووعَظَ، وَذَكَّر، ثُمَّ قال: «أَمَّا بعْد: أَلا أَيُّهَا النَّاس، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رسولُ ربي فَأُجيب، وأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْن: أَوَّلهُما كِتابُ اللَّه، فِيهِ الهُدى وَالنُّور، فَخُذُوا بِكِتابِ اللَّه، وَاسْتَمْسِكُوا به». فَحثَّ على كِتَابِ اللَّه، ورغَّبَ فِيه. ثمَّ قَالَ «وأَهْلُ بَيْتِي، أُذكِّركم اللهَ في أهلِ بيْتي، أذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتي». فَقَالَ لَهُ حُصَيْن: ومَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يا زيْد؟ أليس نساؤُه من أهلِ بيته؟ قال: نساؤُه منْ أهلِ بيتِهِ وَلَكِن أَهْلُ بيْتِهِ منْ حُرِم الصَّدقَة بعْدَه، قال: ومَنْ هُم؟ قال: هُمْ آلُ علي، وآلُ عَقِيل، وآلُ جَعْفَر، وَآلُ عبَّاس، قال: كُلُّ هُؤلاءِ حُرِمَ الصَّدقَة؟ قال: نعَم. [روایت مسلم] وفي روايةٍ: «أَلا وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقْلَيْن: أَحدُهَما كِتَابُ الله وَهُو حبْلُ اللَّه، منِ اتَّبَعه كَانَ عَلَى الهُدى، ومَنْ تَرَكَهُ كانَ على ضَلالَةٍ».