۲۰۵- وعن حُذيْفَة بنِ الْيمان رضي الله عنه قال: حدَّثنا رسولُالله صلی الله علیه و آله و سلم حَديثْين قَدْ رَأَيْتُ أَحدهُمَا، وَأَنَا أَنْتظرُ الآخَر: حدَّثَنا أَنَّ الأَمَانَة نَزلتْ في جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَال، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرآنُ فَعلموا مِنَ الْقُرْآن، وَعلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ ، ثُمَّ حَدَّثنا عَنْ رَفْعِ الأَمانَةِ فَقال: «يَنَامُ الرَّجل النَّوْمةَ فَتُقبضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِه، فَيظلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْت، ثُمَّ ينامُ النَّوْمَةَ فَتُقبضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِه، فَيظلُّ أَثَرُهَا مِثْل أثرِ الْمَجْل، كجَمْرٍ دَحْرجْتَهُ عَلَى رِجْلك، فَنفطَ فتَراه مُنْتبراً وَلَيْسَ فِيهِ شَيءٌ» ثُمَّ أَخذَ حَصَاةً فَدَحْرجَهَا عَلَى رِجْلِه، فَيُصْبحُ النَّاسُ يَتبايَعون، فَلا يَكادُ أَحَدٌ يُؤدِّي الأَمَانَةَ حَتَّى يُقال: إِنَّ في بَنِي فَلانٍ رَجُلاً أَمِينا، حَتَّى يُقَالَ لِلَّرجل: مَا أَجْلدهُ مَا أَظْرَفه، مَا أَعْقلَه، وَمَا في قلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَل مِنْ إِيمانٍ. وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيُّكُمْ بايعْت، لَئِنْ كَانَ مُسْلماً ليردُنَّهُ عَليَّ دِينُه، ولَئِنْ كَانَ نَصْرانياً أَوْ يَهُوديًّا لَيُرُدنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيه، وأَمَّا الْيَوْمَ فَما كُنْتُ أُبايُعُ مِنْكمْ إِلاَّ فُلاناً وَفلاناً». [متفقٌ عليه]